النصر- صراع الإدارات يُعيق الطموحات.. نداء إلى الرميان!

انقضى موسم آخر على نادي النصر محفوفًا بخيبة الأمل، خاليًا من الألقاب والإنجازات، تاركًا وراءه مرارة عميقة في نفوس محبيه. ورغم قيادة أحد أساطير كرة القدم لهذا الفريق العريق، إلا أنه لم يظفر بأي فوز يُذكر، ولا يعزى ذلك إلى نقص الكفاءات والمواهب، بل إلى وجود نظام إداري يتسم بالتضارب وعدم الانسجام، ويفتقر إلى وحدة الرؤية والهدف، ويعاني من غياب الاستقرار والتخطيط السليم.

إن جوهر المشكلة لا يكمن في تغيير مدرب أو تراجع مستوى لاعب، بل في صراع خفي ومستمر بين الإدارة التنفيذية واللجنة التنفيذية التابعة للشركة المالكة للنادي. هذا الصراع لم يقتصر على أروقة الإدارة، بل تفاقم وتوسع ليصبح خللاً بنيويًا في اتخاذ القرارات، وتغلغل حتى وصل إلى قلوب الجماهير. جماهير النصر الوفية، تلك القاعدة الصلبة التي لطالما ساندت الفريق، وجدت نفسها منقسمة بين أطراف النزاع، بينما الفريق الأول على أرض الملعب يعاني من فقدان الهوية، واضطراب التوازن، وتراجع الأداء بشكل ملحوظ.

لقد مر موسمان متتاليان يسودهما الفوضى الإدارية، ويتكرر فيهما سيناريو مأساوي: صيف حافل بصلاحيات مسحوبة، وخريف يعيد تلك الصلاحيات، وبين هذين الفصلين، فريق يبدأ كل موسم مثقلًا بأوزار الخلافات المتراكمة، بدلًا من أن يكون مجهزًا بأدوات النجاح والتفوق.

وانطلاقًا من هذا الواقع المرير، أتوجه بنداء مخلص إلى معالي المحافظ ياسر الرميان، الذي نثق في بصيرته وحكمته، ونعلم أنه لن يترك هذا المشهد الرياضي في حالة من الفوضى والارتباك.

معاليكم، نادي النصر هو كيان رياضي مرموق، مملوك لصندوق استثماري، ويمثل واجهة مشرفة لمشروع رياضي وطني طموح، ولا يمكن السماح له بالاستمرار في هذا المسار المتعثر دون تدخل حاسم وقوي.

إن ما يحدث في النادي حاليًا لم يعد مقبولًا بأي حال من الأحوال. فالنادي بحاجة ماسة إلى مراجعة شاملة وعميقة، وفتح جميع الملفات بشفافية تامة، وإجراء محاسبة دقيقة ومسؤولة تبدأ من اللجنة التنفيذية ولا تنتهي عند مديري الإدارات الفنية المختلفة.

إن ثقتنا بمعاليكم راسخة وثابتة، والتاريخ سينصف دائمًا من يتخذ القرارات الصائبة في لحظات التردد والحيرة.

النصر ليس بحاجة إلى المزيد من الوقت.. بل هو في أمس الحاجة إلى قرار حاسم يعيد إليه الاستقرار والازدهار.